تعيش ساكنة جل أحياء جماعة سيدي علي بن حمدوش و معهم سكان الدواوير و التجمعات السكنية المجاورة، ليالي عصيبة و مقلقة، جراء انبعاث أدخنة كثيفة و ملوثة وخانقة للأنفاس من موقع مطرح النفايات الصلبة لجماعة سيدي علي بن حمدوش و الدواوير المجارة المتواجدة بتراب الجماعة. الأدخنة الخانقة المنبعثة من هذا المطرح العشوائي و كما سبق لجريدة ازبريس و بعض الفاعلين الجمعويين أن أشارت في مقالات عديدة تشكل تهديدا حقيقيا لصحة سكان الجماعة و الدواوير المجاورة، فضلا عن الروائح الكريهة و الحشرات المضرة و مخاطر عصارة النفايات ‘ Le lixiviat’ على الفرشة المائية و على مياه نهر أم الربيع المجاور كما تم التأكيد على ذلك من قبل مختصين و باحثين في الجال خلال لقاءات علمية.
و عبر عدد من المواطنين من خلال تدوينات بالفضاء الأزرق عن غضبهم و تدمرهم من سحب الأدخنة الملوثة و الخانقة و التي تصادف موجة الحرارة المفرطة التي تشهدها المنطقة خلال فصل الصيف.
و يتسائل فاعلون مهتمون بقضايا البيئة و التنمية المستدامة بإقليم الجديدة في هذا السياق حول الوعود التي تم الإعلان عنها و نشرتها الجريدة في حينها بخصوص ايجاد موقع بديل لهذا المطرح الذي يتوسط أراضي فلاحية خصبة و يتواجد بمحاذاة طريق وطنية هامة تربط بين قطبين سياحيين ( الدارالبيضاء و الجديدة )، كما يتسائل ذات الفاعلين حول الاجراءات المتخذة لإيجاد حل لمعضلة مطرح النفايات الصلبة و تداعياته البيئية الخطيرة، وللإشارة وكما سبق التأكيد على ذلك في كتابات و ربورطاجات سابقة، فالتنمية المستدامة لجماعة سيدي علي بن حمدوش تقتضي من المسؤولين محليا و إقليميا و جهويا الاسراع في ايجاد حلول فعلية للمشاكل البيئية العويصة التي تقض مضجع الساكنة و تهدد سلامة الوسط البيئي، و يتعلق الأمر بترحيل موقع مطرح النفايات و وضع حد لآثاره الصحية و البيئية و التعجيل بانقاذ نهر أم الربيع من آثار و مخلفات المياه العادمة الملوثة و العمل على تهيئة ضفافه في إطار مشروع تنموي مستدام، إنها آمال و طموحات سكان جماعة سيدي علي بن حمدوش منذ عقود. نتمنى من الجهات المعنية التحرك قبل فوات الآوان لوضع حد لمعاناة السكان و حماية المحيط البيئي كما تنص على ذلك القوانين في هذا المجال.