أفرط المتتبع الازموري كثيرا في التفاؤل بتشكيلة المكتب الجديد للمجلس البلدي الفائز بالعضوية في انتخابات 4 شتنبر 2015، حتى تخيل له معها اختفاء كل السلبيات التي علقت بثوب المجالس خلال الولايات السابقة.
فبعد مرور ما يزيد عن ثلاث سنوات من عمر المجلس الجماعي لمدينة آزمور ، والذي يشهد تجاذبات سياسية غير مسبوقة بالنظر إلى حدّة المواجهة المباشرة وشدة الصراع بين الرئيس و مستشاريه من جهة، وبين الأغلبية والمعارضة من جهة أخرى ،علما أن المجلس يتشكّل من أربع هيئات حزبية بتوجهات وحساسيات متباينة. وفي خضم احتدام الجدل التدبيري بين ممثلي أحزاب التحالف وسط هذه الزوبعة السياسوية، نضع المجلس البلدي في هذا الاستطلاع تحت مجهر المواطن الازموري، لنطرح عليه أسئلة جوهرية من شأنها ملامسة عمق الإشكال التسييري المطروح؛ ماهي الأسباب التي تقف وراء فشل التحالف الجماعي؟ ما الذي تحقّق في هذه الآونة ؟ ما هي تطلّعات ساكنة مدينة آزمور وكيف يرون مستقبل مدينتهم؟
منذ تسلم الرئيس الوافد الجديد رئاسة المجلس البلدي في اكتوبر 2015، والعلاقة بينه وبين مستشاريه من جهة ، وبين المعارضة من جهة ثانية تتسم بالفتور حيناً والتوتر أحياناً كثيرة،
ولذلك أسباب كثيرة، منها عدم الانسجام أساساً بين أعضاء الأغلبية انفسهم، وانعكاس ذلك على علاقتهم بالمجلس البلدي، والعلاقة الدائمة التوتر بين الأغلبية والمعارضة، والتي أفضت إلى النكايات والمعارك الهامشية ، حيث جعلت المجلس عرضة لهزات دائمة كان آخرها واقواها إقالة نواب العدالة و التنمية و سحب التفويضات منهم لأسباب سياسية.
بدأ الصراع داخل البلدية واحتدم عندما بدأت عمليه شد الحبل بين الرئيس ومستشاريه ويا ليته كان صراعا على المصالح التي تعود بالنفع على المدينة ، الامر الذي بدأ ينعكس سلبا ويشل عمل المجلس ويؤثر على الحركة الانمائية في المدينة.
لا أحد يريد الاعتراف بالصراعات الحقيقية التي ألقت بظلالها على أداء المجلس البلدي، رغم أن كل الشواهد التي ادلى بها بعض المستشارين على صفحات الفايسبوك تشير أن الصراعات كانت صراعات مصالح شخصية ،لا علاقة لها بمصلحة المدينة وساكنتها . وخير دليل على ذلك تصاعد شكاوى المواطنين إثر تجاهل المجلس البلدي مشاكل حيوية تمس البنية التحتية وحرمان العديد من الأحياء من بعض المرافق والخدمات حي النور على سبيل المثال.
وبالرغم من محاولات أعضاء المجلس إخفاء تلك الصراعات الداخلية التي حالت دون تحقيق الإضافة النوعية لساكنة مدينة ازمور ، الا ان تلك الصراعات لم تخف عن المواطن المحلي الذي أصبح يردد ما هو متداول عن المشاكل التي تعرفها البلدية في الآونة الاخيرة ،مما يعني ان تلك الصراعات خرجت من السرية الى العلن .
أما فيما يخص الانجازات و المشاريع التي حققها المجلس بعد ثلاث سنوات من التسيير، فإنها غير مرضية بالنسبة لأغلب المواطنين الذين كانت لنا معهم وقفات استقرائية بخصوص عمل المجلس ، أكثرهم أبدى عن امتعاضه من أداء المجلس قائلين بأن المدينة في غنى عن المزايدات السياسية و الصراعات المتجاوزة ، ومازال المواطنون الازموريون يتخبطون في نفس المشاكل، وأن المدينة ذهبت ضحية صراعات هامشية بين مكونات المجلس البلدي الشيء الذي انعكس بالسلب على الأداء الجماعي.
بالمقابل المجلس البلدي يعمل على تغليط الرأي العام وذلك من خلال التوظيفات السياسية لبعض المشاريع و المنجزات و التي جلها مشاريع معطلة؛ إذ أن التشرذم والحسابات الحزبية الضيقة أصبحت عائقا حقيقيا إزاء الأداء الجماعي المنشود ، وهذا من شأنه التأثير بالسلب على الإجراء التدبيري و من ثمّ الإجهاز على تطلعات ساكنة مدينة ازمور.
ومهما يكن من مخرج لأزمة بلدية ازمور فانه بات واضحاً ان هذه الأزمة ستكون لها تداعياتها على المستقبل التنموي للمدينة . .