شارك باحثون من المغرب والجزائر وفرنسا، بمدينة الجديدة ، في ملتقى دولي ، جرى خلاله النبش في ذاكرة العالم القروي بالمغرب والتحولات التي طرأت عليه.
وأوصى المشاركون في هذا الملتقى الدولي الذي نظمه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يومي 15 و16 نونبر الجاري، بالعمل على تعميق الأبحاث المتعلقة بالتحولات التي حدثت لعدة عقود على مستوى العالم القروي بالمغرب ، من حيث الاستهلاك، والهجرة ، أو الكتلة الديموغرافية المتضائلة ، أو على صعيد البحث في مجالات العلوم الإنسانية والتاريخ والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والجغرافيا.
وحسب المشاركين في الملتقى المنظم بشراكة مع جامعة شعيب الدكالي ، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ، ومختبر المغرب ودول البحر المتوسط ، فإن التوفر على معطيات خاصة بالعالم القروي يمكن أن تكون مفيدة للغاية بالنسبة للفاعلين المعنيين ، لاسيما في مجال التهيئة الترابية ، بهدف إطلاق- وفقا لخصوصيات كل منطقة قروية – مشاريع مهيكلة مناسبة .
وحسب السيد يحيى بوغالب ، رئيس جامعة شعيب الدكالي ، فإنه من الصعب فهم حجم التحولات الاجتماعية والسياسية أو الثقافية ، والديموغرافية، والجغرافية على مستوى المنطقة المغاربية حاليا ، دون ربطها بتاريخ العالم القروي، وواقعه الحالي، وهذا لا يتأتى دون حل مشكلة الذاكرة والتحولات الحاصلة بالقرى .
وفي السياق ذاته يرى السيد علي بنطالب ، من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، أنه لا يمكن الاقتراب من تاريخ المغرب دون استحضار الأدوار الرئيسية التي تلعبها المناطق القروية ، اقتصادي ا وسياسي ا واجتماعي ا، ومن حيث الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد من أجل تحرير المدن التي يحتلها المستعمر .
ومن جهته يعتبر السيد حسن قورونفل ، عميد كلية الآداب بالجديدة ، أن التحولات الكبرى التي شهدتها القرى في المغرب ازدادت كثافة ، مع ظهور الدولة الوطنية وبروز فجر الاستقلال ، لافتا إلى أنه فضلا عن مواكبة تنمية المراكز الحضرية وتطورها فقد ازداد النزوح الجماعي نحو المدن وانخفض عدد سكان القرى .
وفي سياق متصل تناولت تدخلات أخرى حول موضوع هذا الملتقى ، جوانب مختلفة من واقع القرى ، منها النظام الزراعي التقليدي الذي بدأ في التراجع حاليا .
وتناولت أخرى ظاهرة التعرية ، التي تشكل تهديدا دائما للتربة في بعض المناطق الريفية ، فضلا عن الضغط الكبير على الموارد المائية .