كأس العالم… حوار الثقافات والأديان والشعوب

azpresse أزبريس الإخبارية18 يونيو 2018آخر تحديث :
كأس العالم… حوار الثقافات والأديان والشعوب

قبل ايام قلائل انطلقت في روسيا فعاليات المونديال «كأس العالم» لعام 2018 بمشاركة فرق تمثل قارات الأرض الست، من كل الأمم والقبائل والشعوب، ومن جميع الأديان والمذاهب والطوائف في تظاهرة إنسانية رياضية يشهدها العالم كل أربع سنوات.
كل ما كُتب ويكتَب عن مباريات المونديال عادة ما يدور في فلك الرياضة والمنافسة والفوز أو الهزيمة، ومن سيقدّر له أن يعود بالكأس الذهبية إلى بلاده.
لم يلتفت الكثيرون إلى أن مباريات كأس العالم هي مناسبة خلاقة للقاء البشر وتحاورهم، وخلق رابط إنساني مشترك بينهم، وفرصة لكي يعبّر الجميع عن مخزونهم الحضاري قولاً وفعلاً، ثقافة وسياسة، ولا سيما أن الدورة الحالية تكاد تكون مسيّسة بالفعل.
يتساءل المرء، هل يمكن بالفعل أن يكون المونديال مدخلاً لتعزيز ثقافة الحوار بين شعوب الكرة الأرضية؟
تستحق التأمل في عصرنا الحالي، ولا سيما أن أفضل وسيلة سلمية وحضارية لمواجهة عودة صراع القوميات، وتنامي صعود الأصوليات..، هي الحوار ثقافياً كان أم اجتماعياً، بين الشمال وبين الجنوب، عربي – أوروبي، بين كافة أتباع الأديان السماوية والشرائع الوضعية؛ فالنزاعات الدولية تحل بالحوار، والتنسيق بين المنظمات الدولية والإقليمية يتم بالحوار، والعمل المشترك بين المؤسسات الدينية والعلمية حول قضايا العصر المختلفة يمر بأرضية الحوار.
.
ما لا تقدر على فعله الرؤوس النووية والأسلحة الفتاكة يستطيع الحوار أن يقوم عليه؛ فهو يقود إلى معرفة غنى التنوع، ويعد النفوس للقبول المتبادل ضمن تطلع نحو تعاون حق يتجاوب مع الدعوة الأصيلة إلى وحدة الأسرة البشرية برمتها،التنافس الشريف بين فرق العالم المختلفة في المونديال قطعاً شكل من أشكال الحوار الناضج الذي أدركته البشرية، ولو رياضياً أو كروياً تحديداً، وينعكس على بقية أشكال الحياة انطلاقاً من تجارب الأمس وحوادث اليوم ومخاوف الغد، وهو «الطريق الأكثر أماناً لمكافحة شتى أشكال اللامبالاة وعدم التفهم وإنماء ذهنية الاعتراف والاحترام المتبادلين، ومعرفة الآخر في خصوصيات حضارته وتطلعاته».
ننتظر من الجماهير العربية والإسلامية الذاهبة إلى المونديال أن تضحى بمثابة بعثات سلام ووئام إلى هذا التجمع الإنساني الكبير، وكل مشارك يمكنه أن يعد نفسه سفيراً لحضارة عريقة لا يمكن أن تنعزل عن مجرى الحضارات الإنسانية الأخرى، وإنما بما توافر لها عبر العصور من عناصر خلاقة، اضحت قوة تحفز على الحوار، وتدفع نحو التعايش؛ ما يجعل لها ثقلاً وقوة جاذبية يوجهانها نحو الحضارات الأخرى؛ الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى التلاقح الذي ينتج ما يمكن أن نطلق عليه “التجديد الحضاري”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة