دوار اولاد ساعد بجماعة مولاي عبد الله امغار اقليم الجديدة الواقع والتطلعات
الحديث عن البقاع العميقة من المغرب، لمسألة صعبة، لا لشئ إلا أن فك طلاسيمها، يصطدم بعراقيل عدة، ذلك ما يقتضي منك التريث وضرورة تناول ودراسة العديد من المتغيرات التي تميز هذه المجالات، قصد استيعاب الاشكاليات الأساسية التي تعاني منها. هنا دوار اولاد ساعد الدراع بجماعة مولاي عبد الله كنموذج حي عن ذلك، فهي جماعة قروية تابعة إداريا لإقليم الجديدة
فتمحيص مجموعة من المؤشرات الرقمية وردود فعل المواطن البسيط بأولاد ساعد الدراع تستخلص منها أنها منطقة ذات مؤهلات متنوعة، مهمشة سياسيا، ومنكوبة اجتماعيا. رغم أن ساكنتها مرتبطة عاطفيا بها، لكنها في كثير من الحالات، يدفعها الخصاص المسجل بها إلى مغادرتها صوب مجموعة من المناطق حيث الظروف التعليمية والصحية أحسن من تلك التي يعيشها، وأيضا مجالات توفر فرص شغل له ولو في مهن بسيطة، خصوصا السواعد الشابة التي تضطر إلى مغادرتها رغما عنها في ظل غياب مشاريع قادرة على توفير مداخيل قارة، وفرص عمل تُدعم استقرارها الاجتماعي.
هذه المتغيرات التي تعيشها، تجعل الأوضاع فيها تزداد تراجعا سنة بعد أخرى، إلى درجة أن السكون الدائم والتابث صفة تلازمها، رغم أنه يكسر بين حين وأخر بخرجات لشباب التغيير في فترات زمنية متباعدة مطالبين بإنصاف اجتماعي وبحقهم من البرامج التنموية تارة أخرى. دون شك ذلكـ يزعزع أصحاب النفوذ، والكائنات المستوطنة على الكراسي، التي هيمنت على اللعبة السياسية بالجماعة متأثرةً بالنمط القبلي الذي مازال سائدا بالمنطقة، حيث يتم الاستعانة به وتوظيفه كأداة في أيادهم، لتضليل وغض البصر عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي المرير للساكنة.
نروم من خلال هذا المقال تشخيص واقع حال دوار اولاد ساعد لمولاي عبد الله ، ودراسة الجوانب التي تهم القطاعات الاساسية للساكنة، من خلال الاعتماد على منهجية واضحة، بها لا نريد أن نسقط في الذاتية ولا إصدار أحكام مسبقة، لكن الاعتماد على المؤشرات هو طريقنا للوصول إلى نتائج دون أن نغفل أن ذلك يقتضي منا وضع بدائل تهم النتائج المحصل عليها.
فغيرتنا على المنطقة باعتبارها جارة ضريح مولاي عبد، يقع على عاتقنا مسؤولية المساهمة في الدفع بها نحو الأفضل، وأيضا باعتبارنا نمثل فئة داخل المجتمع ينتظر منه الشئ الكثير. أن ندلو بدلونا في تناول مجموعة من القضايا التي تهم المنطقة.
كلها عوامل تؤكد أن دوار اولاد ساعد له من المؤهلات ما سيحرك عجلت التنمية به، خصوصا إن وُجدتْ هنالك إرادة حقيقية لذلك، فرفع الحيف والتهميش الجماعي الذي فرض عليها منذ عقود، يبدأ من تحسين ولوجية الساكنة للمرافق الأساسية، وتوفيرها بشكل الذي يكفل تحسين ظروفها المعيشية.
كما أن المنطقة تعرف خصاصا مهولاً في البنيات المهيكلة: أولها الطرق التي لها أهمية كبرى في الحياة اليومية للإنسان في كل المجالات، فعبرها يتم الربط بين مختلف المناطق والجهات، ونظرا لموقعها الجغرافي فإن دوار اولاد ساعد يعاني هشاشة ونقص كبيرين على مستوى البنيات التحتية،
نفس الإشكال بالنسبة للقطاعات الاجتماعية الأساسية -الصحة، التعليم -، فالجماعة تعرف هشاشة مطلقة على مستوى الخدمات الصحية، وتعبر الساكنة عن تدمرها الشديد عن الواقع الصحي بالمنطقة والذي أبانت عنه في أكثر من مسيرة ، حيث عبرت عن سخطها البالغ عن وضعية القطاع الصحي، متسائلةً عن المستفيد من هذه الوضعية، والأسباب الذي دفعت المسؤولين عن هذا القطاع إلى إهمال دوار اولاد ساعد صحيا، . أما قطاع التعليم بدوره يعاني من مشاكل جمة: الاكتضاض، نقص أطر تربوية ، بنية تحتية لما بعد الابتدائي قليلة التجهيز وشحيحة لسد حاجيات المنطقة منها، مما يعرض أبناء المنطقة إلى الانقطاع عن الدراسة في السنوات الأولى خصوصا لدى الإناث نظرا لبعد المدارس مما يدفع الأسر إلى تخلى عن فكرة إتمام الدراسة، كما أن المنطقة تعرف غياب تام لشبكة الأنترنيت، وما لذلك من أثر على السير العادي للمنظومة التعليمية، خصوصا لدى الأطر التربوية والمتعلمين.
فافتقار البنية المجالية بدوار اولاد ساعد لوسائل تنموية حقيقية، جعلها تقوم بوظائف محدودة، وأنشطة تعليمية وصحية ناقصة ومتردية، وفي مقابل ذلك تنبني على مهن تجارية غير مهيكلة نزولا عند الحاجيات البسيطة للساكنة لدوار اولاد ساعد تعيش في حالة احتضار في ظل غياب استراتيجيات واضحة تروم حمايتها وتثمينها خدمة للفعل التنموي بالمنطقة.
كل ذلك يؤكد أن أفاق التنمية بالمنطقة ستظل رهينة – بشكل كبير- بطبيعة البرامج والمشاريع التي سيتم إعدادها وإنجازها من طرف مختلف الفاعلين التنمويين المحليين مستقبلا، وكذلك بنوعية الرهانات المستقبلية، وذلك لن يتأتى إلا بــ:توفير بنيات تحتية من خلال مد وتعبيد الطرق،وتوفير الشروط الموضوعية للإسثتمار بالقطاع السياحي والتعليمي والصحي.