المشردون جوع و برد وأحلام ضائعة…. والسلطات تتفرج!!
تتسارع خطوات المارة في الشوارع من أجل الالتحاق مبكرا بديارهم في أمسيات الشتاء الباردة، حتى ينعموا بوجبة ساخنة وجلسة عائلية دافئة قبل أن يأووا إلى فراشهم.. يترك هؤلاء صقيع الشتاء خلف أبواب بيوتهم المغلقة، وأيضا أجسادا جائعة هزيلة ملفوفة في بطانيات بالية تفترش الكرتون وتواجه برد ليالي الشتاء القاتل بقلوب متجمدة، بعضها يصمد، والآخر يستسلم نبضه للبرد.
تعود مع كل فصل شتاء قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وإحدى مهام ومسؤوليات الدولة، والمتمثلة في حماية المئات من المتشردين الذين رمتهم الأقدار ليعيشوا دون مأوى، ويقضون لياليهم داخل زوايا ضيقة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، إلا من بعض الأسمال البالية أو قطع الورق المقوى “كرتون” أملا في أن تحميهم من صقيع برد قارس وهطول أمطار متواصلة، أو التفاتة إنسانية من جمعية خيرية أو أفراد، يقدمون لهم وجبة ساخنة تعيد الدفء لأمعائهم الخاوية.
كما تعود مع كل فصل شتاء مشاهد الأجساد المترامية في الشوارع، أمام المساجد، الحدائق العمومية ومداخل العمارات، أفراد من دون مأوى لم يجدوا سقفا يؤويهم أو فراشا دافئا يدثرهم من برد الشتاء، وكالعادة يتكرر تداول صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل استمالة أصحاب القلوب الرحيمة لمساعدتهم وإمدادهم على الأقل ببطانيات وأفرشة.
تتكرر مشاهد البؤس والشقاء لمشردي الشوارع من مختلف الأعمار ومن الجنسين ذكورا وإناثا ممن رمت بهم يد الإهمال من الأهل والأقارب أو ممن تعرّضوا لفقدان الأسر والأولياء، فلم يجدوا غير الشوارع ملجأ لقضاء ساعات الليل والنهار على مرّ الفصول، يفترشون الأرض ويتخذون من السماء غطاء لهم رغم المطر وبرودة الطقس، ولا يجدون إلا بعض المحسنين الذين يتصدقون عليهم بالأكل واللباس والأغطية في غياب و صمت السلطات.