ليلة ليست كباقي الليالي السابقة تلك التي شهدتها بعض أحياء مدينة أزمور في اولى ايام عيد الفطر حيث مضى نصفها على إيقاع فوضى عارمة جراء السكر العلني المفرط والعربدة والتفوه بكلام نابي يخدش الحياة في مجتمع مازال متمسكا بثقافة مخالفة لما يقع في الحواضر الكبرى داخل هذا الوطن؛ رغم الحملات الامنية نهارا التي تشهدها المدينة لملاحقة و اعتقال مخالفي القانون مع إغفال ما يقع ليلا من حوادث مختلفة كالسكر و العربدة و الاعتداء على الغير بالاضافة الى فوضى اصحاب الدراجات النارية امام مستشفى القرب بازمور ؛ لم يكن أبطال هذا الحدث سوى أشخاص مراهقين ، حيث تسببت تصرفاتهم حالة رعب وذعر في صفوف العديد من الأسر، مما عكر احتفالهم واستمتاعهم رفقة اطفالهم بأجواء العيد.
و الجدير بالدكر ان جريدتنا الالكترونية ” ازبريس ” اشارت في مقالات سابقة حول تهور اصحاب الدراجات النارية الذين يشكلون خطرا على مرتادي المتنفس الوحيد لساكنة و اطفال مدينة ازمور قرب المستشفى ذون جدوى و بقي الحال على ما هو عليه في غياب اي تدخل امني لتطبيق القانون على المخالفين.
وارتباطا بالموضوع ذاته ليس بغريب على ساكنة مدينة آزمور ما حدث خلال أولى ليالي عيد الفطر، فمنذ زمن تشهد المدينة تزامنا مع مثل هذه المناسبات فوضى عارمة بسبب الإفراط في تناول المخدرات والمشروبات الكحولية من طرف بعض القاصرين وذوي السوابق العدلية، حيث أسفرت اغلبها في الأخير إلى تبادل الضرب والجرح.
من أجل ذلك يناشد العديد من الفعاليات المديرية العامة للامن الوطني تقديم المواد اللوجستيكية وتدعيم المركز الترابي للامن الوطني بازمور بعناصر أمنية قصد ملء الخصاص المرتبط بالمجال الأمني، وذلك حماية لأرواح وممتلكات ساكنة مدينة أضحت تلقب من طرف قاطنيها بغول منفل في كل الاتجاهات.
ويمكن القول إن ما حدث في الليالي المذكورة يكشف المستور ويعري الواقع الأمني المتردي مما يتطلب تدخلا عاجلا من طرف الجهات المسؤولة لكشف أسبابه الحقيقية ومعاقبة من يستحق العقاب.
وفي سياق متصل، لم يعد سكان هذه المدينة الهامشية بجميع أحيائها في الآونة الاخيرة بإمكانهم مغادرة منازلهم ليلا، في حين يتملكهم الرعب الشديد؛ بعدما فشلت مصالح الأمن الوطني المكلفة بحماية أمن المواطنين، في توفير حماية فعلية لساكنة لا تتجاوز 40 ألف نسمة..
وبعدما كانت بالأمس القريب مدينة هادئة، تحولت في الفترة الأخيرة إلى سوق لترويج المخدرات والمشروبات الكحولية بجميع أصنافها من بينها «صنع» مادة الحياة، مما حولها إلى قلعة تئن تحت رحمة عصابات مدججة بالسيوف والأسلحة البيضاء، تعترض سبيل المواطنين نهارا جهارا وتسلبهم ما بحوزتهم، دون أي اكتراث من طرف الجهات المسؤولة، التي ظلت تكتفي بحلول ترقيعية مع كل تسيب أمني تعيشه.
ساكنة مدينة ازمور تطالب بتوفير الأمن ليلا بعد تنامي الاعتداءات و السرقات؛ و تساءل عن سبب عدم افتتاح مفوضية الشرطة التي تم تشييدها منذ سنوات و الرفع مع عدد الدوريات وليس الاقتصار على بضعة امنيين وتجهيزات ضعيفة لا يمكنها تغطية المطالب الأمنية لجميع احياء مدينة ازمور.