عبدالمجيد مصلح
ماذا يجري بالمجلس الوطني للصحافة وماذا يريدون منه ومن أين تأتي هذه النيران الصديقة ومن يقود بنادقها من خارج أسوار المجلس الوطني؟ ثم من يسرب أخبار علبته السوداء ويجعل منها قراطيس ونبال لزعزعة السير العادي لهذا المجلس؟ أسئلة ضخمة ومتشابكة تابعنا انعراجاتها وتأكد لنا من أين تخرج هذه الرصاصات وهي تستعرض عضلات البدائل والنظريات ومخرجات الحلول الوردية التي تمت صباغتها بعبارات….”تطوير الأداء المهني والالتزام بقواعد وأخلاقيات مهن الصحافة والاعلام، في إطار المقتضيات الدستورية التي كرست الالتزام باحترام وحماية الحريات العامة وحقوق الإنسان وبالمبادئ والممارسات الديمقراطية” انتهى كلام التنظير الذي لا وجود “للهمزة” فيه (راجع الفقرات).
جميل أن نُنظر ونعطي التوجيه والإرشاد لصياغة مشروع الإصلاح ولتعديل نُظم التسيير في المجلس الوطني للصحافة، وهذا ليس عيبا ولا طعنا، ولكن تأملوا جيدا في طبيعة هذه الشلة التي تبنت التغيير ونحن نعرفهم بسيماتهم وأسماءهم، والجميع يعلم أن هذا المجلس لم يأتي بناﺅه بالسهل، ولم يعين موظفوه ورﺅساء مصالحه عبثا ونحن أيضا نعرفهم من خلال تاريخهم واستماتتهم لسنوات طوال وهذه الشلة التي انتدبت لنفسها برج الإصلاح كانوا معهم أيام الحرب الباردة وكانوا أشد منهم نضالا وتواجدا لكن كيف حصل هذا التمرد الذي يشبه انقلابا على العشيرة، وحينما يطالب صقور التجديد ونعني بهم النادي (نقابات الخواض) ويرغب – في السياق – أن يؤكد أن النجاح في ترسيخ دور المجلس الوطني للصحافة في تنظيم مهنة الصحافة و حماية الأخلاق المهنية من كل الانحرافات الممكنة، و النهوض بتكوين الصحفيين والصحفيات ونشر ثقافة رفيعة من شأنها الارتقاء بالأداء المهني، والممارسة الديمقراطية ونيله لاحترام كل مكونات الجسم الصحفي داخليا وإكسابه سمعة محترمة خارج الوطن، يقتضيان إعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، حينما يؤكد على ما سبق فإننا نحن الإعلاميون الشرفاء نفهم من هذا أن هذا النادي يعطي لنفسه “في السياق نفسه” أنه أهل للمسؤولية وأنه هو البديل بل يعطي لنفسه القيادة ومطرقة التحكيم ليكون الخصم والحكم مستعملا مصطلحات شربناها مع شاي القافلة مند نعومة أظافرنا وهي ربط المسؤولية بالمحاسبة – قديمة بزاف – والهزيل المضحك هو أن من يطالب بهكذا محاسبة، كان إلى عهد قصير شريكا في هذا المجلس والنقابة الوطنية كذلك وهنا أفتح قوسا حديديا لأسائل المتابعين للشأن الإعلامي بالمملكة المغربية، هل هذا النادي جاء من كوكب آخر وهل ناسه ورجالاته غرباء على مدينة الرباط؟ وماذا فعلوا أيام كانوا يديرون ويتحكمون في بعض مكاتب النقابة الوطنية ويفتون فتاوي على مجاهد والبقالي وووو؟ أم هل أدركوا أن زمن رحيلهم بات قرب باب المجلس الوطني للصحافة وقرروا أن ينفذوا تلك العبارة التي كنا نستعملها ونحن صغار مع أقراننا في الحومة (لاعبين ولا نحرموها على كلشي)..عاش المجلس الوطني للصحافة و النقابة الوطنية للصحافة المغربية بنسائهم ورجالهم ولا عاش من خانهم.