يعاني تلامذة الثانوية التأهيلية الجاحظ من أوضاع كارثية تتمثل في انعدام المرافق الرياضية بالمؤسسة من مستودعات ومراحيض خاصة بالمتعلمين والأساتذة، حيث يضطر المتعلمون وخاصة الإناث، إلى تغيير ملابسهن بمراب السيارات المحدث حديثا وبشكل عشوائي، بمحاذاة الملاعب وتحت أعين الكاميرات والتي تعتبر ممنوعة طبقا لدليل استخدام الكاميرات بالمؤسسات التعليمية.
كما أن المسمى فضاء للتربية البدنية بالمؤسسة يفتقر لأبسط الشروط، كحنفية المياه الصالحة للشرب، مما يضطر المتعلمين للتنقل وبشكل متكرر للمراحيض المتهالكة داخل نفس المؤسسة بجوار معامل النجارة، وبعيدا عن أعين الأساتذة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الملاعب ذاتها لا تصلح لممارسة الأنشطة الرياضية نظرا لقربها من حظيرة لتربية المواشي والأبقار، التي تطل نوافذها على الملاعب مباشرة، وهو ما يجعلها مصدرا لروائح كريهة يصعب تحملها حتى لمن لا يلعب، فبالأحرى متعلمون يمارسون التربية البدنية!!
في ذات السياق تشكل سيارات العاملين بالمؤسسة خطرا على سلامة المتعلمين، لما تصدره من عوادم، أو لما قد تسببه مستقبلا من حوادث مميتة لا قدر الله. كما أن وضعية أرضية الملاعب الغير المستوية والمرتفعة بعضها عن بعض، تشكل خطرا دائما على سلامة التلاميذ الذين يصابون باستمرار بحوادث خلال حصص التربية البدنية، دون أن توفر لهم أدنى متطلبات الإسعافات الأولية.
هذا ويعاني فضاء التربية البدنية من انعدام مضمار أو مساحة للجري أو أي فضاء خاص بممارسة رياضة الجيمناستيك أو الرياضات الفردية، أو مستودع للتجهيزات، مما يضطر المتعلمين لحمل معدات المادة رغم ثقلها من داخل المؤسسة إلى خارجها. كما أن الفرصة تفوت عليهم في ممارسة العديد من الرياضات والتعرف عليها.
وقد علق أحد العاملين بالمؤسسة على أن الإدارة هي المسؤولة عن هذا الوضع المتردي، فعوض توفير ولو صنبور للمياه داخل الملاعب، أنشأ المدير نافورة تافهة داخل الساحة الضيقة للمؤسسة، وألزم العاملين بالثانوية إلى إدخال السيارات لفضاء التربية البدنية، ضاربا عرض الحائط المذكرة المانعة لذلك.
هذا وعوض نقل المتعلمين لممارسة التربية البدنية بفضاءات تليق بالتلميذ المغربي، يطالب مدير المؤسسة الأساتذة بالتدريس تحت الأمطار، بمكان لا توجد به أدنى الشروط، ووسط ملاعب تتحول مع تهاطل الأمطار إلى مسابح للضفادع.
وحسب مصادر مطلعة فان المؤسسة سابقا، كانت تتوفر على كل التجهيزات والبنايات، وأنه تم هدم المستودعات والمرافق الصحية لأسباب مجهولة، كما تم قطع طريق عمومية لتضم لفضاء المؤسسة، بل وخصها المدير بباب خاص لإدخال السيارات للملاعب الرياضية. فمتى تتحرك الجهات المعنية للوقوف على هذه الكارثة، وإعادة الاعتبار للثانوية التأهيلية الجاحظ ؟