الاستاذة ؛عزيزة بروك
بالمركز التربوي الجهوي درب غلف الدار البيضاء نهاية تسعينيات القرن الماضي وعندما تقرر أخيرا تسميتها بالتربية الأسرية، كان شائعا القول بأن هذه المادة رأت النور للعموم نهاية السبعينيات عندما قرر الملك الراحل الحسن الثاني أن تستفيد منها التلميذات في المدرسة المغربية إسوة بأميرات القصر اللواتي كن يدرسن التدبير المنزلي إلى جانب باقي المواد.
وهكذا تطور تدريس الثقافة النسوية للإناث، مع التركيز على الجانب التطبيقي في جميع مضامينها، إلى أن أعطي الأمر بإصدار مقررات مدرسية بداية التسعينيات وإرساء مادة التربية النسوية كمادة قائمة بذاتها ضمن مواد التفتح.
وعليه، وفي إطار إصلاح النظام التعليمي بإقرار التعليم الأساسي ووفقا للبرامج المقررة والتوجيهات التربوية، تم تباعا إصدار:
سنة 1991 كتاب الخياطة للسنة السابعة من التعليم الأساسي ويتضمن ثلاثة فصول وهي: تكنولوجية النسيج والخياطة والتطريز.
سنة 1992 كتاب التغذية للسنة الثامنة من التعليم الأساسي ويتضمن أسس التغذية ومقوماتها.
سنة 1993 كتاب رعاية النسل للسنة التاسعة من التعليم الأساسي ويتضمن أهم القواعد والأسس السليمة لرعاية الأم والطفل.
اتسمت مادة التربية النسوية بطابعها النسوي المحض من أعلى الهرم إلى الفئة المستهدفة التي كانت فقط فتيات وبالموازاة يدرس الفتيان مادة التكنولوجيا، حتى أن المادتين تقاسمتا إلى وقت قريب خانة التنقيط.
نهاية القرن الماضي، وبهدف دعم المادة وانفتاحها على كلا الجنسين تقرر تغيير تسميتها من التربية النسوية إلى التربية الأسرية ونشرها على نطاق واسع في التجمعات القروية على غرار الحواضر من شمال المملكة إلى جنوبها، وتضمّن جدول حصص المتعلمين ذكورا وإناثا ساعتين أسبوعيا بمعامل 2.
حظيت مادة التربية الأسرية كباقي مواد السلك الثانوي الإعدادي باهتمام بالغ في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وتنفيذا للتغيير الذي حصل في البرامج والمناهج الدراسية تم إصدار سنتي 2004 و2005 جملة من المقررات الدراسية وكراسات للأنشطة والدلائل البيداغوجية/الديداكتيكية والمصادق عليها من طرف الوزارة الوصية، تحت مسميات: الواضح في التربية الأسرية للسنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، في رحاب التربية الأسرية للسنوات الأولى والثانية والثالثة على التوالي، في ظلال التربية الأسرية للسنتين الثانية والثالثة على التوالي.
إلا أنه وفي غشت 2009 أصدرت مديرية المناهج والحياة المدرسية برامج وتوجيهات خاصة بالتربية الأسرية أفقدت المادة الكثير من توازنها ووزنها، ومنذ ذلك الحين والعمل جارٍ وفق هذا التعديل الذي تم فيه تسطير وحدتيْ التدبير المنزلي/التغذية والصحة للسنة الأولى إعدادي ووحدتيْ التربية على الاستهلاك/المراهقة للسنة الثانية إعدادي، فيما تم توقيف تدريسها للسنة الثالثة من التعليم الثانوي في حضور اللغة الأجنبية الثانية ومواد التفتح الأخرى.
في سنة 2012 تخرجت آخر دفعة من أستاذات التربية الأسرية المتدربات من المركز التربوي الجهوي.
تعاني مادة التربية الأسرية من غياب التأليف التربوي والتأطير والمراقبة التربوية ومن تناقص عدد الأستاذات إما بسبب تدريسهن مادة علوم الحياة والأرض أو تكليفهن بتدريسها عوض التربية الأسرية أو عملهن بالإدارة التربوية أو التوجيه التربوي … مما يهددها بالانقراض.