قاعدة تتم بها دغدغة مشاعر حالم أو زعزعة ثقة متوَجس قراراتهما عاطفية، فهذا النوع العاطفي يسهُل الإيقاع به واستمالة قلبه قبل جيبه وانتزاع تأييده باستعمال القن السري: حرّك مشاعره تتحرك نقوده، باغِته ولا تترك له وقتاً ولا مجالا للتفكير فإن الثواني الأولى معه هي الحاسمة.
كلما تعرض العقل للحجب زاد احتمال تعرض القلب للنصب، وأي قرار مبني على العاطفة هو قرار أعرج لا يستند على مبرر يقدّم لمحكمة العقل، لأن العقل يقوم بالتحليل ودراسة الاحتمالات وتوقع النتائج ويملي ويأمر ويوجّه، وقد نستثقل القرار العقلاني ولا نستسيغه ونراه مجحفاً ونعلَق بين مطرقة المنطق وسندان العاطفة ونخشى قسوة المنطق كما نخشى خذلان العاطفة.
من الخطأ أيضاً إبعاد العاطفة وأي إلغاء لوجودها هو انتقاص من قيمة وجودة هذا القرار.
هب ان العاطفة امرأة والعقل رجل، فلا مناص من تشاركهما واقتسامهما مهمة اتخاذ القرار والكلمة الفيصل في ذلك لهما معاً أو لأحدهما بعد المشورة والتراضي، وما استقر عليه الرأي هو قرار قابل للتنفيذ أو معرّض للتفنيد، نتخذه ونعتمده أو نغيّره أو نتراجع عنه قبل فوات الأوان.
المال مرغوب فلا تجعلوا القلوب مطيّة للوصول فقط إلى الجيوب.