حنان سرميس: صحفية متدربة
قريبا موعد الانتخابات التشريعية و المحلية و الجهوية التي تأتي في ضل فتور و عدم اهتمام الناخبين بها و هي مؤشرات توحي بأن حزب العازفين عن المشاركة سيحصد نسبا مهمة قد تفوق ما حصل عليه في الانتخابات السابقة و يرجع ذلك لتراخي الأحزاب و شيخوخة هياكلها و عدم قدرتها على استقطاب كفاءات جديدة في قطاعات مختلفة . والسؤال المطروح – ما الذي يجعل هذه الأحزاب غير قادرة على التجديد و التطور ؟
فالمرجح أولا هو تسلط وجوه معينة على المشهد الحزبي الوطني و تناوبها العائلي على مراكز القرار و تنازل هذه الأحزاب عن دورها المجتمعي في خلق تنظيمات حزبية موازية في القرى و المناطق البعيدة و حتى القريبة من المركز و هو ما جعلها غائبة طول الوقت عن قضايا المواطن اليومية.
ثانيا ما يعيق هذه الأحزاب عن التجدد هو سعيها المتواصل على كسب المقاعد بواسطة الاعيان و دوي المال بعيدا عن مناضليها القلائل اصلا و هو ما يسد الطريق عن كل الكفاءات لتقدم في هياكل الحزب.
ثالثا تغيب مرجعيات الاحزاب الفكرية و الأيديولوجية؛ مما جعلها خليط من اليسار و اليمين و الاشتراكي و الليبرالي مما جعل برامجها متشابهة و مشوهة فكريا و عمليا ان الناخب اليوم يختلط عليه انتماء المرشحين فقد يصبح عليه في حزب و يمسي عليه في حزب آخر و كأن المرشحين تتقادفهم المصالح و النزوات و التشتت .