ذ: عزيزة بروك
كلما كانت شدة التأثير كبيرة كلما كانت شدة التأثر أكبر .. قاعدة للجذب والسلب.
والاستلاب ذهاب العقول وانغماسها في حقول أو بالأحرى مستنقعات المثيرات والإغراءات والشهوات وتصديق الأكاذيب … تبدأ بمجرد إعجاب وانبهار وتنتهي بانهيار الإرادة للعودة إلى جادة الصواب.
اسلبه إرادته وارفع من إيراداتك .. قاعدة يعتمدها مُروجو السموم للخواص والعموم.
يُعرف المراهقون والشباب بالاندفاع في معناه السلبي أي التهور، مما يسهل على المتربصين بهم المهمة، ينصُبوا لهم شِباكا مشكّلة بمختلف الأساليب والألاعيب ومنمّقة في قوالب يصعب مقاومة جاذبيتها، تسللٌ يجعل المسلوب مغلوبا، يتأثر يثق يتبع وينجرّ دون أدنى حذر، يغامر ثم يُطلب منه أن يخاطر أو يغادر فكي الكمّاشة بأقل خسائر.
تعتبر الديماغوجية وعملية غسيل المخ من أقدم الطرق المعتمدة للاستلاب والسيطرة وإحكام القبضة على العقل، وتنضاف إليها شتى أنواع الإدمان.
وقد زاد الاستلاب الإلكتروني الطين بلّة، استقطاب واستدراج بالسرعة القصوى، محتويات مرئية تُفقد المرء طهارته وتغير المجرى الطبيعي للمفاهيم في عذريتها وتحرمه العيش السليم.
هشاشة اجتماعية ونفسية وفكرية وفراغ في أوج العنفوان، فتيات وفتيان وشابات وشبان، انجرفوا وانساقوا وراء الأهواء وتعرضوا للنصب والسلب وعُطلت عقولهم وتحولوا إلى دمى مستهلِكة للمواد والأفكار السامة والهدامة.
إن من أهم الأولويات، الحفاظ على الثروة الفتية الشبابية وحمايتها من المخاطر والمآزق والمهالك وتزويدها بمقومات ومقويات الحصانة والمناعة والعمل على التنمية الشاملة والتوعية بأهمية إعمال العقل واستحضاره الدائم لدحض أي محاولة للهدم وإتباع الوهم وتفنيد المغالطات التي تسيء للذات والآخر وتعكر صفو الحياة.
