عبدالمجيد مصلح
لعل الاستراتيجية الصهيونية تهدف إلى التأثير على الناس في جميع أنحاء العالم بوسائل وعناوين ملتوية لتبرير احتلال الأراضي الفلسطينية وأسر الفلسطينيين والتنكيل بهم وتوسيع رقعة الاحتلال وقضم الاراضي إلى إعلان بنيامين نتنياهو العدوان الأخير عن نيته ضم أجزاء الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن إلى الكيان الاسرائيلي..إليكم ما يحيط بالصهيونية من داخل مقرات المخابرات الاسرائيلية..
مؤخرا اعلن رئيس الوزراءبنيامين نتنياهو بلهجة قوية عن مخطط لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إذا ما فاز في الانتخابات العامة، ولقد وعد أيضا بفرض السيادة الاسرائيلية على غور الاردن المحتل وشمال البحر الميت كما كان يأمل نتنياهو قلب المنطقة كلها إلى صندوق اقتراع خاص بانتخاباته..
كيف يقرأ اليهود المغاربة هذا المخطط الخبيث؟
إن إعلان ضم غور الأردن لايعني الكثير في نظر الاسرائيليين، أي أن هذه المنطقة خضعت للتطهير العرقي من أي فلسطيني، وهي منطقة لن تستردها فلسطين أبدا، ويجب أن يعرف العالم لك، هو يعلم لك؟
لأن هذه المنطقة تعد أساسية في تأمين سلامة إسرائيل الأمنية، بعبارات دبلوماسية حين نتكلم عن أمن إسرائيل فهذا يعني كما يعلم الجميع، انه يجب على إسرائيل أن تبقى مسيطرة على حدود دولة فلسطين المستقبلية، إا يجب ان تبقى إسرائيل مسيطرة على غور الأردن، وإعلانات الدبلوماسيين الغربيين كلها حتى تلك الصادرة عن الروس والصين والهند، مفادها بأن أي سلام يجب أن يأخذ في عين الاعتبار أمن إسرائيل، إلا أن أمن إسرائيل يعني السيطرة على غور الأردن..وحين نقول سيجري ضمه ها يعني القيام بأمر قائم أصلا، إنه أمر حاصل لذا ليس لذلك أهمية كبرى، العالم أجمع إن فعل ذلك إن وصل نتنياهو إلى السلطة وحصلت عملية الضم فإن العالم أجمع لن يقول أي شيء، ربما سيعبر عن استنكار سطحي فقط لإظهار اعتراضه لكنه أمر لايمكننا العودة فيه إلى الوراء إلا إا حصل انقلاب كامل، وما من رجل سياسي في إسرائيل سواء كان من اليسار أو اليمين أو من الوسط سيتخلى يوما ما غور الأردن كما لن يتخلى عن القدس ولا عن الجولان.
في يومنا هذا تشعر إسرائيل بأنها قوية جدا دبلوماسيا وعسكريا واقتصايا، ويمكنها أن تعلن أمام العالم أنها ستضم منطقة إليها، لكن لاعلن انها ستضم الضفة الغربية لأن لك لن يناسب في أي حال لأن تلك المنطقة هي في الواقع إسرائيلية وإذا ضمها فإن لك مجرد طريقة لتملكها بطريقة قضائية أمام أنظار العالم، ومن يعارض ضم القدس اليوم؟ لا أحد..
بالكلام فقط ولكن بالفعل الامر حاصل فعلا ولا أظن أن السلطة الفلسطينية لاتعلم بهذا الشأن.
وتتكتفي السلطة برئاسة محمود عباس بالإدانة وارتفاع الصوت، المشكلة مع السلطة الفلسطينية من البدء أي من ياسر عرفات أدى الصهاينة بطريقة كية كبيرة حين فهموا أن مواجهة الاستعمار أي الانتفاضة في السنوات الممتدة بين 86/90 كانت تقودهم إلى الخسارة وإلى فقدانهم أي اعتبار من الرأي العام الدولي، كان نظاما استعماريا آخر ليكمل حتى النهاية، لكن فهم الاسرائيليون أنهم لايستطيعون الاستمرار حتى النهاية وبدلا من التفاوض على زعماء الانتفاضة المحليين مثل مصطفى البرغوثي، كانوا يعرفون أن البرغوثي، لن يقدم أي هدية للاسرائيليين، (تريدون السلام نريد دولة) فأحضروا ياسر عرفات من أعماق تونس وهو لم يكن على دراية بأي شيء لم يعد لعرفات أهمية حينها وسأقول امرا سيكون مؤلما جدا، السفير الاسرائلي يهودا لانكري قال ذلك أمامنا، سبق لإسحاق رابين أن أعلن أنه سيجري غخراج ياسر عرفات من حفرته وسينفذ ما سنطلبه منه، لقد قبل المطالب الاسرائيلية كلها سنرى بشأن القدس لاحقا، سنفكر بشأن الحدود لاحقا وكذلك الامر بالنسبة غلى المستوطنات والدولة الفلسطينية سنتكلم بشأنها لاحقا، ليقدم ياسر عرفات الضفة الغربية لتصبح تحت السيادة الاسرائيلية بالكامل كما ان قوات الاستخبارات الفلسطينية تتكون من ضباط تدربوا على أيدي المخابرات المركزية الأمريكية، لمواجهة أي مقاومة ضد إسرائيل وهكا فإن السلطة الفلسطينية وضعت لنفسها منذ البدء في حالة من الخضوع التام، السلطة الفلسطينية تتظاهر بإلقاء الخطابات والمقاومة شفهيا وبعد لك تهب للحصول على بعض المكاسب الدبلوماسية على الساحة الدولية ولتكون عضوا في منظمة ما عليك أن نتظر ما سيحصل في الواقع؟
غن عدد المستوطنين انتقل من 150 ألف شخص إلى 800 ألف من اتفاقية أوسلو، وبهذا يخنق الفلسطينيون تدريجيا وذلك بتواطؤ السلطة الفلسطينية، أنا أكرر بتواطؤ السلطة الفلسطينية..لماذا؟
أولا، لأنهم يحصلون على رشوة، أي إن هناك آلاف الأشخاص الذين يكسبون رزقهم جيدا وهم على الأرجح يتعرضون لتهديد جسدي من الموساد ورجال الأمن إن لم يطيعوا فسيتعرضون لحادثة.
إن الاستخبارات الاسرائيلية تملك حتما ملفات عن معظم الأشخاص والقادة لتبقى أخطاء استراتيجية ارتكبها القادة الفلسطينيون، وبالتالي لن يحصل أبدا سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والشعب الفلسطيني بات من الماضي.
عبر الشعب الفلسطيني عن رأيه ديمقراطيا عام 2006 وصوت لحركة “حماس” لقد عبر عن إرادته بالتخلص من السلطة الفلسطينية الممثلة بحركة “فتح” وجرت انتخابات حرة وديمقراطية، فمن يدعم مشروع محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية؟ إسرائيل…
حتى لو كان قول ذلك مؤلما إنها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، هما تقولان محمود عباس هو رئيسكم، والشعب الفلسطيني عالق بين المطرقة والسندان.
إن للشعب الفلسطيني عدوين وأتكلم هنا عن الشعب الذي يعيش في فلسطين (رام الله) وغيرها..فهو يخضع لقمع المستوطنين والجيش الصهيوني له، كما يخضع لقمع من عناصر الأمن الفلسطيني الين يتصرفون مثل عملاء الصهاينة..يتصرفون كأعين الاسرائيليين في المناطق التي لاتنشر فيها القوات الاسرائيلية، ففي هذه الظروف للأسف ماا عسانا نطلب من الشعب الفلسطيني المسكين ها؟
لك الشعب المسكين الي يجب ان يواجه الحواجز والازعاج والدمار والإهانات ماذا عسانا نطلب منه أكثر من ذلك؟
إن الاستراتيجية الصهيونية مع الفلسطينيين أنا مقتنع لاتستطيع الايديولوجية الصهيونية أن تعيش بسلام، يجب أن ننطلق من مبدأ أن هذه الايديولوجية أو هذا المجتمع لايمكننا ان نتصور انه ذات يوم سيعيش بسلام..لماذا؟
لأن المجتمع الاسرائيلي قد ينفجر في حرب أهلية لا نتصور حالات التوتر الداخلي الموجودة في اسرائيل بين المتدينين والعلمانيين..
إنه مجتمع سينفجر من الداخل، لو حل السلام داخل الحدود الاسرائيلية.
إذا حل السلام..هناك اليهود والعرب في إسرائيل، هناك نظامان مدرسيان منفصلان لكل من اليهود والعرب من صف الحضانة وصولا إلى الباكالوريا، إن حل السلام فسيحصل اختلاط ما يعني نهاية الحلم الصهيوني، إن أكبر رعب لدى الصهاينة هو اختلاط العرب واليهود، لقد لفتني أمر في إسرائيل خلال مؤتمر لي عام 2004 وكانت هذه آخر زيارة لي إلى إسرائيل، وقد قلت هل تعرفون ما لفت انتباهي؟
الشعب الفلسطيني تتراوح نسبته ما بين 20 و 25% ولقد غيبتهم اسرائيل من الأنظار إذا الايديولوجية الصهيونية هي ايديولوجية عنصرية وتحب الهيمنة، ولايمكننا ان نتصور مدى ازدراء الصهاينة للعرب..تقارير سرية للتوصل إلى نوع من تطبيع العلاقات بين بعض الانظمة العربية والدولة الصهيونية لقد تعمد مكتب نتنياهو نشر فيديو عن جلسة مغلقة بين وزراء خارجية العربية السعودية والإمارات والبحرين وتكلموا عن حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها وقال أحدهم إن مواجهة إيران هي حاجة ملحة اليوم أكثر من حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
إن أصبحت إسرائيل قوية جدا فهذا يعني أن العرب أصبحوا ضعفاء جدا وما من مقياس لذلك..كيف يمكننا شرح هذا؟
لقد جرى تدمير بلدان مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، وهذه إشارة أرسلت إلى القادة العرب، قالوا لهم إن أردتم ممارسة سياسة وطنية مستقلة من التعليم وحرية المرأة وإدارة البلاد وغير ذلك، وغن رفضتم الوصاية والخضوع للغرب فهذا ما سيحل بكم كما تعلمون يمكن للصهاينة أن يجدوا دوما أي حجة لتدمير البلاد ما من مشكلة في ذلك، وكانت هذه هي الرسالة لبعض الدول العربية.
هناك بعض الدول مثل المغرب والجزائر يجري تهديدها بالانفصالية، أي أن الموساد يعمل في مناطق القبايل وغيرها.
فيما مصر مهددة بالاختناق إن لم تتعاون مع إسرائيل..في الواقع هناك كل أنواع التحركات التي تحصل، فمثلا حكومات الخليج الملكية من الممكن أن نقول لها هل تتمسكون بالعرش؟ هل تتمسكون بامتيازاتكم؟ هل تتمسكون بالثروات المتراكمة في نيويورك وجنيف وباريس؟
إذا تعاونوا وإلا فسنصادر ممتلكاتكم وسنرسل إليكم “داعش” إنهم في موقع ضعف.
لماذا؟ لأن معظم الحكومات العربية معظمها أو كلها تقريبا منبوذة و لاتتمتع بأي شرعية أي أنها كناية عن مجموعات استولت على السلطة وهي تُبقي نفسها في السلطة مع عدد كبير من الامتيازات..وكل الحكومات العربية المنبوذة لديها ما تخسره إن قاومت ولقد أظهرنا للبلدان العربية أن المقاومة قد تكلفك غاليا يمكنها أن تكلفك حياتك وثروتك وعرشك لدى عليك التعاون ولهذا السبب بالتحديد حكومات الخليج الملكية في الحالات كلها إذا قارنا بالتأكيد إسرائيل ليست وحدها في هذه القضية لأن أمريكا تدعمها حين نقول امريكا نتصور ما معنى ذلك.
إذا هناك المحور الأمريكي الصهيوني وبالتأكيد هذه الممالك العربية لديها الحشمة لايمكنها أن تقيم علاقات دبلوماسية مباشرة، لذا نبدأ شيئا فشيئا ونعتاد التكلم مع الصحافيين ورجال الأعمال والفاعلين الجمعويين والحقوقيين وأظن انه لم يحصل انقلاب ما من قلب فلسطين، اظن أنها نزعة ستتجذر أكثر فأكثر من حيت الخضوع.
نعود إلى المغرب حيت تم نصب كرى المحرقة في مدينة مراكش ثم بعد ذلك تم هدمه لماذا في مراكش بالتحديد؟ وما هو التوقيت خلف بناء النصب التذكاري؟
للأسف يقول جاكوب كوهين المغربي اليهودي الذي يعيش في باريس، للأسف هناك قصة قديمة حدثت بين المغرب والموساد عام 1961 وهي قضية السفينة التي كان على متنها مغاربة يهود وبتواطؤ مع الموساد تم إغراق السفينة للسماح لعشرات الآلاف أو مئات الآلاف اليهود المغاربة للرحيل.
فهم النظام المغربي، أن من مصلحته أن يتحالف مع الموساد سرا بالتأكيد، لأنه أولا كان يدير وجهه للولايات المتحدة وإلى الغرب، وكان يحتاج إلى الدعم الامريكي، كان رجل الغرب كما يُقال، في ثمانينيات القرن الماضي أرسل الموساد رجل الأعمال والمصرفي السابق يدعى أندري ازولاي وكان حينذاك مديرا مصرفيا دوليا معروفا، وُلد في المغرب لكنه عمل طوال حياته في فرنسا، حصلت مفاوضات حتما وطلب منه العودة إلى المغرب والعمل كمستشار للملك عام 1996 تمكن من إحضار شيمون بريز وإسحاق رابين إلى المغرب بطريقة رسمية، وبلك كان المغرب مدخل إسرائيل إلى العالم العربي ما يعني أن المغرب بمثابة جسر للقفز أو مثال للسماح بتشريع إسرائيلي في العالم العربي، لكن كان الصهاينة يريدون الهاب أبعد في عام 2012 استحدثوا مشروع (علاء الدين) فما هو هذا المشروع الذي اطلقه أندري أزولاي؟
مشروع (علاء الدين) الذي ترعاه الأونيسكو..الأمينة العامة للأونيسكو تبقى ابنة أندري أزولاي، هذا المشروع كان يقضي بإدخال مفهوم (المحرقة) إلى العالم العربي، أي جعل المحرقة توعية للعالم العربي والمغربي على مأساة المحرقة وإدخالها إلى البرامج الدراسية، وهنا بطبيعة الحال الجدية مطلوبة كي لا تتكرر مأساة كهذه، وبالتأكيد طُلب من أندريه أزولاي (…) أن يقوم بإعلان مشروع (علاء الدين) وهذا ما حصل بالفعل وبدأ يعمل ولكن في المغرب فقط، إذ ما كان أي بلد آخر ليسمع بهذا النوع من الأمور ولا حتى مصر التي تعمل لصالح إسرائيل، كان ذلك مستحيلا، والمغرب كان هو النقطة الضعيفة في البنية العربية والعالم العربي في ما يتعلق بالصهيونية.
إذا حين أريد إدخال مفهوم المحرقة إلى العالم العربي جرى التوجه إلى المغرب إذ لايمكنه أن يرفض ذلك وهكذا شيئا فشيئا جرى تخصيص يوم لذكرى المحرقة مثلا في جامعة إفران مع معرض للصور في مراكش، ليتحول مفهوم المحرقة إلى أمر قائم في المغرب لمس الناس مأساة المحرقة بأصابعهم، كما أراد الصهاينةالذهاب ابعد مع مراكش لذا قامت منظمة غير حكومية المانية لديها مصالح مع الصهاينة على الأرجح بوضع الحجر الأساس للنصب التذكاري في مراكش ولكن كانت المقاومة قوية إلى درجة أن السلطات أسرعت في إزالة النصب، لأن السلطات تعرف أن الشعب المغربي معاد لإسرائيل.
الرسالة التي كانت خلف ذلك بحيت أن مواطنين ألمان هم الذين وضعوا حجر أساس النصب التذكاري، والرسالة هي إرساء مفهوم المحرقة بطريقة دائمة، وهذا أمر اخاف السلطات المغربية في النهاية وخافت من ردود الفعل لدا فضلت هدم النصب الصغير والقول (إن الإذن غير ممنوح).