جاهزية التلميذ للتعلم عن بعد وتجهيز البنية التحتية التكنولوجية

azpresse أزبريس الإخبارية17 سبتمبر 2020آخر تحديث :
جاهزية التلميذ للتعلم عن بعد وتجهيز البنية التحتية التكنولوجية

الأستاذة : عزيزة بروك 

في زمن كورونا والحجر الصحي، أُغلقت أبواب المدارس وفُتحت نوافذ الشبكة العنكبوتية.
قد يملك التلميذ قلماً ودفتراً، لكن من الصعوبة بمكان أن يمتلك الأدوات التقنية والمعدات والعدة والعتاد للتعلم بعيداً عن حجرة الدرس، بعيداً عن رقابة المدرس وعن أجواء التعلم الجماعي مع الأقران، فمعظم التلاميذ تتوَلّد لديهم الرغبة في التعلم إما بتأثير من الوالدين أو بتأثير من المدرسين أو بضغطٍ من جماعة القسم التي تذكي روح التنافس واستعراض القدرات التعلمية أمام الزملاء.
إنّ انخراط التلميذ في هذا النمط المستجد من التعلم “عن بعد” يتطلب منه أولاً وقبل كل شيءٍ وعياً راسخاً بقيمة هذا التعلم وفعاليّته وفاعليّته ومردوديّته الملموسة في ظل تحرر المتعلم من سلطة المكان والزمان والأشخاص مع تحمّل الأسرة معظم المسؤولية وتقيّدها بتتبع ومراقبة الأبناء عن كثبٍ عند ولوجهم منصات ومواقع تعليمة أو مشاهدتهم قنوات تلفزية مخصصة للغرض نفسه.
فماعدا المتعلم الواعي النزيه، من يجازف بترك تلميذٍ بمفرده مع هاتف ذكي موصول بالأنترنيت أو جهاز تلفاز متعدد القنوات .. انزلاق وانسياق وراء مغريات البحث عن كل تسلية وترفيه بعيداً عن المناهج والتعلم والتحصيل الدراسي.
وقبل تحضير المتعلم ذهنياً وإعداده للاعتماد على الموارد الرقمية وضمان جاهزيته للتعلم عن بعد لابد من تجهيز بنية تحتية رقمية إلكترونية تكنولوجية سلسة سهلة الولوجية وواسعة التغطية وتستجيب بفورية لأوامر متعلم من زمن السرعة، فلا يُعقل أن نتحدث عن تعليم “عن بعد” بعيد عن متناول متعلمين عانَوا مسبقاً من بعد المدرسة عن مقر سكناهم.
في زمن الشدائد وعدم الاستقرار كالحروب والأوبئة، طُرحت في السوق التعليمية خيارات كثيرة للتعلم “عن بعد”، كالمدارس الرقمية والمدارس الميدانية والقوافل التعليمية للمناطق النائية والحقائب الإلكترونية والكتب الإلكترونية والتطبيقات الإلكترونية… بهدف تقريب المعلومة للمتعلم وإنصافه وتمتيعه بخدمات تعليمية تربوية حلّت محل التعليم الكلاسيكي “الحضوري” وتعِد بمزيدٍ من الابتكار والإبداع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة