عبد المجيد مصلح
غريب أمر الناس، من اجتهدوا في بناء بيوتهم وزينوا واجهاتها بالزجاج، وهذا البناء لا يكون ولا يصلح إلا في أماكن ومواقع سالمة وسليمة وأناسها تجمعهم المحبة والتعايش ولا يعرفون للحقد والبغض والكراهية طريق، ومرة أخرى، تنعث، وتقذف، مدير الموقع الالكتروني “الأخبار المغربية” بنعوت البغضاء والقذف الذي يحرمه الله ويجرمه القانون، وحيث أنك اشتغلت في مجال الإعلام بضعة أيام فعلى الأقل خد من أهل الغرب ما ينفع سلوك لسانك الذي لا يتوقف عن سب أعراض الناس واتهامهم بالخيانة وأنك لا تعرف أن تميز بين الوطني المقاوم والخائن الذي يرتدي العلم الوطني ويتخابر مع البوليساريو أو إيران أو جهات معادية، سامحك الله إن أراد وشاء.
فعلا الجنون والحمق ليس بالوراثة ولكن هي سلوكات تبدأ بقذف الناس وأحيانا رميهم بالحجارة ولهذا يتدخل رجال المطافئ ويسلسلون المجنون خوفا أن يؤدي الناس، اللهم اعف عن كل مجنون اتخذ من حرب الكلام أقراصا للنوم، كنا نتابع عملك سي حسن البوحروتي، وأنت تناضل بأفلام اليوتوب، في قضية الصحراء المغربية وهو ملف حسم فيه الحسن الثاني رحمه الله وأغلق ملفه وارث سره محمد السادس أيده الله، وهو الذي يمسك بزمام أموره داخل المحافل الدولية بالدلائل التاريخية والقطعية، وهو حفظه الله لا ينتظر منا إلا الائتلاف وراء الوطن والتلاحم حول السيادة والعرش، وعدم استعمال القضية الوطنية سمسرة واسترزاقا وهذا جاء في إحدى خطاباته الرسمية التاريخية، وجلالة الملك وحكامته في القضية الوطنية لا تحتاج إلى أفلام اليوتوب تحكي عن شطحات المرتزقة، ثم إن هناك موظفون سامون لا ينامون ويتحركون في كل الدول لشرح مخططات المملكة حول مشروع الحكم الذاتي الذي هو الحل، ومجلس الأمن والأمم المتحدة لن تغير قراراتها ولن تتخذ ما يناسب هذه القضية أمميا بعدما تتابع فيلما لا يتعدى قاعات مستأجرة تسعُ لبضع مشاهدين لا يحركون وزنا في قرارات كبرى.
ولكن نشكر جهودك سي البوحروتي، وجهود كل من يعشق هذا الوطن ويتحرك لأجل قضاياه، غير أننا نتساءل لماذا 130 ألف يورو؟ ولماذا حملت السيف ضد جهة لم تقتنع بذلك؟ ولكن أنت محظوظ بالوسيط الوسيم (بلحرش) الذي يعمل في ديوان مدير عام المكتب الشريف للفوسفاط، الذي يرجع له الفضل في حبس الغضب وترميم المشكل، وإلا تحول هذا الفيلم القصير إلى تراجيديا لاتحمد عقباها.
وكنا ننتظر من سي البوحروتي، أن يقوم بتصوير فيلم عن الحراك الريفي الإنفصالي الذي كان أشد خطورة وعداء من فيلم اليوتوب الصحراوي، كنا نعتقد وعلى اعتبار أنك من أهل الريف أن تهزك الغيرة على العلم الوطني الذي تم تمزيقه وصور الملك محمد السادس، التي نُكل بها من طرف الخونة الحقيقيين أعداء الملكية وأعداء المملكة المغربية، الجمهوريون الذين وضعوا أيديهم القذرة مع جنرالات الجزائر، وكم انتظرنا كاميراتك التي عبرت الحدود وصورت في العيون والداخلة والرباط، كنا ننتظر عدستها في شوارع بروكسيل وفي la gare de midi وفي شارع ستالين غراد وفي مسيرات العاصمة، لم نراك حتى من بعيد، ولم تنقل لنا حتى نصف صورة من خطابات بلال عزوز وحياة أبركان والقائمة تعرفها، كنت تتفرج على وقفات الحراك وتفهم لهجتهم العدائية جيدا وكانت لك مواقف لا يعلمها إلا الله، ولكن حتى نحن نعلم الجانب الخفي فيها، والتمسنا لك العذر فلربما هم أبناء عمومتك وأخوالك ولا تريد الدخول معهم في صراع، وفضلت قضية الصحراء (…) على ملف الخونة الجمهوريين “ريافة” الذين سبوا الشعب المغربي والنظام والدولة، وهذا الأمر يعلمه رجالات الدولة ويعلمون لماذا ولماذا ولماذا سفريات الجنوب أفضل من سفريات الريف؟ ولماذا الدار البيضاء وليس الناظور؟ .
على العموم لسنا المسؤولون عن تتبع خطوات الذين يسافرون كثيرا عبر الجو ولماذا ملف الصحراء وليس ملف الحراك والإنفصاليين، لاعليك فهناك شرفاء وأحرار ومخلصون بدون كاميرات ولا يوتوب من يواجهون ريافة الغدارة أعداء النظام ويقفون لهم وقفة الأسود.
وختاما لا آخرا، لم يسبق لنا أن شتمنا أحدا ينتقدنا، ولم نمس عرضه ولا شرفه ولا خصوصياته، “الأخبار المغربية” ومالكها معروفون بالنزاهة والعفة وصون الكرامة والدفاع عن الثوابت بدون مقابل ولا 130 مليون سنتيم، ورجالات المغرب وقراؤنا يعرفون أن بطننا خاوية لا يملؤها إلا بعض الخبز الحلال، فعلا نحن فقراء لا نملك عمارات ولا دور فاخرة ولا سيارات، ولكن هذا هو الشعر الذي يكسو رأس الأسد فيخيف به الثعالب الضالة التي تتغذى على الجيف والبقايا التي تترك ولائم الأسود.
لم ينته الحديث بعد