كرونا و المتعففون المحتاجون
محمد الماطي
قد يكون لكل منا فقيرا بجوار بيته أو حييه، وحتى في مكان قصي من مسكنه، فقراء ومساكين متعففون، في عوز شديد، خاصة مع هذا الحجر الصحي الذي دام ما يزيد عن الشهر ولازال مستمرا طيلة شهر رمضان كله، نتضرع للمولى عز وجل بأن يحفظ البلاد والعباد ونسأله بان يرفع عنا البلاء و الوباء.
متعففون ليس لهم الجرأة بأن يسألوا الناس ما هم في مسيس الحاجة إليه من ضروريات العيش وابسطها، لا يسألون، لا يشكون، لا يتدمرون، ولا يعلم بحالهم سوى الله جل وعلا، وهم بالأكيد في رعايته.
هؤلاء المتعففون مهما كانت حاجتهم لا يظهرون شيئا، وتخالهم في ستر، بينما انهم لا يرغبون في اظهار حاجتهم حتى وإن بقوا يتضورون جوعا، خجلا وتعففّاً لكرامتهم التي يشعرون أنها ستخدش.
وهؤلاء يحتاجون من المنفقين والمحسنين البحث عنهم، فمن لم يستطيع العون المادي عليه باضعف الايمان أن يرشد اليهم من يساعدهم ويحسن إليهم، فهؤلاء أولى من الكثير ممن يدعون الفقر الذين تعج الشوارع وزوايا وتقاطعات الطرق بهم، طمعاً فيما بأيدي المتصدقين.
فلنتفقدهم من حولنا في كل مكان، كل بحسب مستطاعه، فظروف المحتاجين المتعففين مطموسة في اعماقهم و مطمورة، ومثلهم من تنطبق عليهم الآية الكريمة “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف”، والجاهل هنا جاهل بحالهم.