سجل موسم مولاي عبد الله أمغار نسخة 2023 الذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والذي استمرت فعالياته من 4 غشت إلى غاية 11 من نفس الشهر أرقاما قياسية على جميع المستويات وتميز بمتابعة إعلامية واسعة من قبل مختلف وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية على اعتبار أنه أكبر وأهم موسم تراثي على المستوى الوطني.
وحسب الإحصائيات الرسمية فقد بلغت المساحة الإجمالية لفضاء موسم الولي الصالح “مولاي عبد الله أمغار” دفين مدينة “تيط” التاريخية ما يربو عن 120 هكتار ممتدة على الساحل الأطلسي وتم نصب مدينة من الخيام على امتداد هذا الفضاء بلغت 25000 خيمة، وبلغ عدد الفرسان المشاركة والتي أبدعت وقدمت أجود ما لديها في فن التبوريدة 2200 فارس وعدد السربات 126 سربة تمثل مختلف جهات المملكة، فيما بلغ عدد الزوار 4 ملايين ونصف زائر طيلة مدة الاصطياف المحددة في 10 أيام وعدد الجماهير التي تابعت السهرات الفنية على منصة موسم مولاي عبد الله أمغار 450000 متفرج.
هذا ووضعت الأرقام والإحصائيات المسجلة موسم الولي الصالح “مولاي عبد الله أمغار” في مصاف كبار المواسم الوطنية وبوأته مكانة مرموقة كأحد المحطات الثقافية والتراثية الهامة ببلادنا وموعد سنوي لإحياء تراث الأجداد والتسويق السياحي لتراث وطني ضارب في أعماق التاريخ، ناهيك الرواج والحركة التجارية الذي يشهدها الموسم والتي تفوق 70 مليار سنتيم.
ورغم الأرقام الكبرى المسجلة في عدد الزوار والسياح الذي فاق كل التوقعات، شهد موسم هذه السنة تنظيما محكما ومرت مختلف الفقرات التراثية من صيد بالصقور وفقرات التبوريدة، وكذا السهرات الفنية الكبرى في أجواء من السكينة والطمأنينة، باستثناء الحادث الأليم الذي شهده المحرك الأثري بوفاة علام في مقتبل العمر إثر حادث عرضي، ولا تفوتنا الفرصة لنتقدم بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى عائلة الفقيد وكافة الفرسان والعلامة.
ومن جهته كثف المجلس العلمي المحلي للجديدة من أنشطته الدينية الموجهة لعموم زوار ورواد الموسم وخصوصا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وأشرف المجلس على تنظيم مسابقات في تجويد القرآن الكريم وتقديم دروس الوعظ والإرشاد واستشارات دينية، كما نظمت عضوات المجلس العلمي وبعض المرشدات الدينيات دروسا دينية لفائدة النساء
وتم تكريم مجموعة من حملة كتاب الله بالمسجد الأعظم لمولاي عبد الله وأصغر وأكبر إمام ومؤذن، ومشرفة على تحفيظ النساء القرآن الكريم.
وبخصوص الفنون التراثية من تبوريدة وصيد بالصقور التي ينفرد بها موسم مولاي عبد الله أمغار، فقد شهدت خيام قبائل القواسم الشهيرة بفن الصيد بالصقور حضورا واهتماما بالغا من قبل الزوار الذين توافدوا بكثرة للتعرف على تاريخ هذا الفن التراثي وعلاقة الصقار ب”الطير الحر”، كما عرفت فقرات التبوريدة متابعة قياسية حيث فسح المحرك الثاني الذي تم إحداثه بمجهودات استثنائية من المجلس الجماعي لمولاي عبد الله وبدعم من المؤسسة الصناعية المواطنة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التي قامت بتهيئة مدرجاته، من تخفيف الضغط نسبيا على المحرك الأثري، لكن رغم ذلك لازالت الطاقة الاستيعابية للمحركين غير كافية خصوصا مع الشهرة والصيت الكبير الذي اكتسبه الموسم وطنيا ودوليا.
والشكر موصول للسلطات المحلية وعلى رأسها السيد عامل إقليم الجديدة والسيد رئيس جماعة مولاي عبد الله وكافة السيدات والسادة عضوات وأعضاء المجلس الجماعي لمولاي عبد الله وكذا السيد رئيس المجلس العلمي المحلي للجديدة والسادة أعضاء المجلس العلمي والسلطات المحلية والإقليمية وعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية وإلى كافة المتدخلين الذين ساهموا كل واحد من موقعه في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية التراثية الكبرى، كما تخص اللجنة التنظيمية لموسم مولاي عبد الله أمغار رجال الإعلام والصحافة بشكر خاص للمواكبة والتغطية الوازنة التي شهدها موسم هذه السنة، حيث بلغ عدد الصحفيين والإعلاميين المعتمدين بالموسم 250 صحفية وصحفي وكذا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ،بالإضافة إلى المؤثرين من داخل وخارج أرض الوطن، حيث فاقت نسبة المشاهدة لفقرات الموسم 10ملايين مشاهدة.
وتتقدم اللجنة المنظمة لنسخة 2023 بجزيل الشكر والامتنان للراعي كذلك للراعي الرسمي لموسم مولاي عبد الله امغار المؤسسة الصناعية المواطنة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وكذا جميع الشركاء والممولين.
هذا ورغم بعض السلبيات والإكراهات التي شهدها موسم هذه السنة والتي تم الوقوف عليها فإن اللجنة المنظمة تتعهد ببذل قصارى الجهود لتجاوزها في قادم المواعيد.
وبذلك يسدل الستار على فعاليات نسخة 2023 من موسم مولاي عبد الله أمغار في أجواء احتفالية ملؤها الحبور والافتخار والاعتزاز بإحياء تراث وتقاليد وعادات الأجداد، مجددين العزم للقاء في السنة المقبلة لإحياء نسخة أخرى لأحد أشهر المواسم وأكبر تجمع تراثي بالمملكة.